Abstract:
كان للدولة الإسلامية عبر تاريخها الطويل ، صلات مختلفة في مجالات امع كثير من بلاد العالم المعروفة وقتذاك ، فمنذ قيام تلك الدولة في عصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - رحل مبعوثوه في السنة السادسة من الهجرة يحملون كتبه إلى رؤساء الدول الكبرى، والبلاد المجاورة لدولة الإسلام تدعوهم إلى الإسلام والسلام .
إن أهم ما يميز تاريخ العرب في العصر الوسيط ، اقترانه بارث حضاري كان ملازما له عبر مختلف مراحله ، ولو استطاع أحد أن يجزى الحضارة العربية لكانت العلوم أعظمها صرحاً وأشرفها موقعا ، وتتبوأ اللغة ، والفقه ، مكان
الصدارة ، بين كل العلوم التي أعطت للثقافة العربية بعدا حضاريا واسعاً .
لذا أولاها المسلمون جل اهتمامهم، وعملوا بكل ما في وسعيهم على ترسيخها وتطويرها في كل منطقة يفدون إليها ، وهم في الحقيقة كانوا يأملون أن تصل هذه الثقافة إلى كل مناطق أوروبا، وهذا ما حدث بالفعل ، كما سنرى في جزيئات هذا البحث
ولا تزال صلات الدولة الإسلامية مع بعضها تحتاج إلى دراسة متوسعة . وبحث عميق ، ولاسيما في المجالات الثقافية المتباينة لمختلف دول العالم ، وفي مختلف العصور الإسلامية ، وذلك بالاعتماد على المعلومات التي تحويها في المصادر التاريخية الإسلامية ، وإن كانت محدودة ، والمصادر التاريخية للدول ذات الصلة مع الدولة الإسلامية ، سواء أكانت بيزنطية أو إفرنجية أو نورماندية .