Abstract:
إن إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والمتخصصة يحتاجُ إلى مؤسسـات تعليمية تدريبية متخصصة ومتنوعة ذات إمكانيات عالية، وفي ذات الوقت تراعي حاجات ومتطلبات سوق العمل، فالعلاقة بين مخرجات التعليم الفني وحاجيات سوق العمل من أهم المحددات التي تـؤثر في التنمية الاقتصادية، وفي نفس الوقت تُعتبر من أهم المشكلات التي تُواجه الدول الناميـة، ومنها ليبيا بالخصوص حيثُ يُلاحظُ عدم التوازن بين احتياجات سوق العمل وبين مخرجات المؤسسات التعليمية التدريبية ونخص بالذكر هنا مخرجات التعليم الفني المتوسط.
وتكمن مشكلة الدراسة في دور مخرجات المعاهد التدريبية في تلبية احتياجات سوق العمل الليبي، وهدفت إِلى معرفة مدى ملائمة المقررات والمناهج الدراسية والعملية التدريبية والتخصصات المعتمدة داخل المعاهد وتأثيرها على هذه المخرجات، بالمعاهد الفنية المتوسطة والبالغ عددها "7" معاهد بمدينة الخمس، وقد تكون مجتمع الدراسة من الموظفين بالمعاهد وعددهم (550) موظفاً، وتمثلت عينة الدراسة من المديرين والإداريين ورؤساء الاقسام ومدربين ومشرفي المعامل ومساعدي المدربين، وكانت نسبة العينة من مجتمع الدراسة (36.37%) واعتمد الباحثان على العينة الطبقية، حيث تم توزيع عدد(200) استبانة، أسترجع منها عدد(185) استبانة.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: وجود قصور في المقررات والمناهج التي تتعلق بمهارات الاتصال والتواصل الفعال. وكذالك وجود ضعف في المقررات والمناهج الدراسية التي تهتم بمهارات التفكير والإِبداع. إضافة إلى أن آراء المدربين لا يؤخذ بها عند وضع وتعديل المقررات والمناهج الدراسية. وعدم مشاركة القطاعات العامة، والخاصة في دعم وتمويل العملية التدريبية. كما أظهرت هذه الدراسة إلى أن سوق العمل بحاجة إلى تخصصات غير موجودة في المعاهد التدريبية. وكذلك الاعتماد أوالثقة في الموارد البشرية المغتربة في سوق العمل بدلاً من الوطنية.