Abstract:
بانبلاج فجر القرن الرابع ق.م نجد عالما جرى عليه التغيير ولم تعد بؤرت السلطة السياسية تتركز في أثينا وإسبرطة ولكن مكانها انتقل إلى مراكز جديدة في الشمال وبدأت أحلام حكم عالمي في مجال لم يسبق له مثيل في التاريخ الإغريقي تثير مصالح رجال السياسية والقادة العسكريين ، ولم تكن لسيادة اسبرطة قصيرة الأمد تلك التي أعقبت سقوط الإمبراطورية الأثينية إلا أهمية يسيرة وسرعان ما أيقنت المدن البحرية خواء دعوة اسبرطة الظافرة في أن تكون محررتهم من نيـر الأثينيين ، وكان للعالم الإغريقي يتحرق خجلاً وسخطاً عندما أعادت في صلح أنت الكيداس Antalcidas) 387ق.م المدن الآسيوية إلى ملك فارس ، وما كان له مغزى أبعد في خطورته اتجاه مركز النقل السياسي صوب الشمال ، أولاً إلى طيبة في بويوتيا عندما حطمت تشكيلاتها المتكتلة المتراصة مشاة الاسبرطيين في لوكترا (Leuctra 371 . ثم عن طريق تيساليا إلى مقدونيا ، إن قيام مملكة مقدونيا هو الواقعة الأساسية في تاريخ إغريق القرن الرابع قبل الميلاد ، وكانت أصرة قرابة تربط المقدونيين مع الإغريق في السلالة واللغة ، ولما كان سكان الجبال الأصلاب محاربين بنشأتهم ويملؤهم نشاط مضطرم ويخلصون الرؤساء عشائرهم فقد حافظوا على عاداتهم البدائية التي كانت لغزاة العالم الايجي الأولين على الرغم من قشرة الثقافة التي تحيط ببلاطهم.