Abstract:
ان مشكلة جنوب السودان تعتبر من أهم القضايا التي يعاني منها القرن الأفريقي ويمتد تأثيرها إلى دول الجوار. وتاريخ هذه المشكلة يعود إلى حوالي قرن وليف من الزمان فمنذ قيام وسقوط الثورة المهدية وجد السودان نفسه في صراع يمثل العكاساً لنسيجه الاجتماعي والإثني ، والطائفي، ويواجه تمرداً في الجنوب النيل من هويته العربية والإسلامية، كما يواجه تهديداً خطيراً لهويته العربية، ويكمن ذلك في تأثره بالجوار الإقليمي.
دخلت الصوفية إلى السودان وعلى تراثها استند محمد أحمد بن عبد الله عام 1881م ، وباشر حملة جهاد الإصلاح العالم كله، إلا أنه توفي بعد أشهر من فتحه للخرطوم عام 1885م واكتمل استيلاؤه على السودان بحدوده الحالية تقريبا وانحصرت دعوته في هذا الحيز الجغرافي، وقد أسهم ذلك في تحديد هوية السودان الحديث. وكانت هوية السودان قد تشكلت تاريخيا منذ ما يزيد عن خمسة آلاف سنة حيث التأثر والتأثير المتبادل مع الحضارة المصرية القديمة، في حين أصبحت منطقة النوبة مستقلة نوعاً ما عن المملكة المصرية في بداية النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد.