Abstract:
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فالقرآن الكريم معجزة الله الخالدة إلى البشرية جمعاء، معجز ببيانه وبلاغته، وأحكامه وتشريعاته، وبحقائقه وأخباره وقصصه وغيبياته، وبسننه الكونية وآياته البديعة في الأنفس والآفاق.
قال تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ".[1]
وألفاظ القرآن الكريم تعددت مراميها، وتنوعت معانيها، وتفرعت مشتقاتها، ومن هذه الألفاظ لفظة " صنع" ومشتقاتها التي زخرت بها آيات القرآن الكريم، وهي جديرة كغيرها من الألفاظ بالتأمل والتفكر والدراسة والتدبر، قال تعالى: " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ".[2]
وإنه مما لا شك فيه أن كل مؤمن تشرئب نفسه إلى أن يبحث في كتاب الله عز وجل، وأن يكتشف ولو جزءًا يسيرًا من كنوزه الكامنة في سوره وآياته، لأن القرآن الكريم زاخر بالموضوعات الهامة، التي اخترت موضوعا منها بعنوان:
( صنع وتصاريفها في القرآن الكريم ـ دراسة تفسيريةـ).
ولدراسة هذا الموضوع أهمية تكمن في كونه لونا من ألوان التفسير الموضوعي، الذي يبحث في لفظة من ألفاظ القرآن الكريم ومشتقاتها.
كما تكمن أهميته أيضا في أن لفظة" صنع" ومشتقاتها وردت في سياق موضوعات عديدة مما يجعل البحث شاملا لمعلومات قيمة، وأخبار متنوعة، وعبر وعظات كثيرة.