Abstract:
الثقافة من أخصب الموضوعات العلمية وأكثرها تشعباً واتساعاً، فالثقافة تضم كل مكونات المجتمع الأخرى كالاقتصاد والسياسة والاجتماع، والتكنولوجيا، والدين، واللغة، والتقاليد، وأساليب الحياة الأخرى: لهذا فهي تعد هوية الفرد من ناحية وهوية المجتمع من ناحية أخرى
وطالما هي بهذه الأهمية فإن دراستيا ذات أهمية أيضاً؛ لأن ذلك يعنى دراسة المجتمع برمته فالثقافة لا يمكن أن تدرس بمعزل عن جوانب المجتمع التي تشكل ثقافته، وبالتالي فهي القاسم المشترك الذي يدخل فيه كل المجتمع أفراداً
ومؤسسات.
وإن كان البحث في الثقافة أمراً مهماً كونه يسهم في تشخيص البناء الثقافي في المجتمع، وإظهار ما به من علل فإن دراسة أزمة الثقافة أكثر أهمية بطبيعة الحال:
لأنه يدرس العلل المباشرة وهذا ما نحتاجه اليوم في واقعنا الثقافي العربي. إن الثقافة العربية تواجه وضعاً لم يسبق أن واجيت مثله نتيجة لما مرت به من ظروف ولا زالت فأزمة الثقافة العربية المعاصرة التي نحن بصدد الحديث عنها في بحثنا هذا علاوة على أنها الأزمة الحاضرة من ناحية فهي تلاقي كل أزمتها السابقة في خطابها المعاصر.