Abstract:
يشهد الخطاب الثقافي العربي المعاصر أزمة حادة وكبيرة في مكوناته وبنيته ومفاهيمه ونتاجه المعرفي، وهذا يتضح في عجزه عن مواجهة وقراءة التحولات الجديدة والمتغيرات التاريخية والحضارية والسياسية العربية والعالمية، بعقلانية متفتحة
وإبداعية.
هذا العجز يشير في مضمونه إلى وجود إشكالية في آلية إنتاج المعرفة، وإلى خلل في البنية الثقافية للخطاب النهضوي العربي، كما يشير هذا العجز الفكري إلى أن هناك حطاً في عملية تحديد الفكر العربي خياراته النهضوية، التي تداخلت في نسيجه الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، الأمر الذي يعكس حالة الصراع العنيف التي تدور رحاها بين الاتجاهات الفكرية العربية من أجل استيعاب حقيقة النهضة
العربية وامتلاك سبل ووسائل التقدم والنهوض العربي.
من هنا يكون الخطاب الثقافي العربي المعاصر في جملة قضاياه ومفاهيمه وإشكالياته وأبعاده موضوعاً حيوياً وارتكازياً في الحياة الفكرية والواقعية العربية المعاصرة.