Abstract:
منذ أن أكتشف الإنسان السلطة عثر معها على الملكية وما أن توفرت الملكية حتى راح الإنسان يبحث عن السلطة. فإنهما معاً شكلا حركة التاريخ الإنساني وهما اللذان طورا الإنسان وجعلاه يترقى في مدارج الحضارة فانتقل من حياته البسيطة في أحضان الطبيعة العادلة حيث مجتمع اللادولة حينما لم تكن تعكر صفو حياته عصا السلطة إذ كانت في حدها الأدنى فإن زعيم القبيلة لم يكن سوى محارب كفوء لا تؤهله هذه السمة لأن يتحول
إلى طاغية مستبدة.
كما كان مكتفيا في مرحلة ما قبل الملكية باقتصاده الأكتفائي البسيط الذي كان يسد رمقه ويوفر له مسكنا متواضعا دونما أن يخترع الادخار أو الوفر الذي بدوره حينما تفاقم تحول إلى أزمة ثم قطيعة بين السلطة والملكية .
نفسه
وما أن أخترع الإنسان مؤسات بدائية لتنظيم حياته ، ومعاشه وعلاقاته مع والآخرين، ونشط من عمل هذه المؤسسات البدائية حتى تحولت إلى مجتمع حمي فيه وطيس الأزمة بين السلطة والملكية فإنهما أصل الشر كما نوه الحكيم الفارسي (مزدك) وما نجده عند حكيم الصين ) كنوفشيوس ) وتلميذه أيضا ( منيشيوس ) وعند المتنور
الهندي بوذا الذي أعلن عن اشتراكيته المبكرة ضد تسلط طبقة الكمان البراهما . إن فشل الرأسمالية في شكلها القديم قد أدت بأزماتها الى الثأتير في أشكال السنكية، ومن ثم كان الصراع مابين الرأسمالية والاشتراكية صراعا قديما ضاربا في القدم ، إنه صراع حول السلطة وأنواعها والملكية وأشكالها ، فشكر من ثم إحدهما أزمة للآخر والأخر
قطيعة مع الأول .