Abstract:
العولمة ظاهرة قديمة اتخذت أبعاداً جديدة، واكتسبت مضامين حديثة. وقد ذاع استخدام مصطلح العولمة وانتشر على نطاق واسع منذ بداية تسعينيات القرن العشرين لعلاقته الوثيقة بالمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العميقة والمتنامية التي يشهدها عالمنا المعاصر.
ارتبطت العولمة في أولى خطواتها بعالم الاقتصاد والمال، إلا أن الأمر لم ينحصر في الاقتصادات المعولمة، بل طال وبسرعة شديدة ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها التي كانت إلى عهد قريب بمثابة عوالم تكتنفها الخصوصية والقداسة، فتأتي العولمة الثقافية لكي تفتح العالم كله بعضه على بعض، نتيجة لعملية الاختراق
الثقافية للخصوصيات الثقافية عن طريق وسائل الاختراق المتمثلة في القنوات الفضائية والإلكترونات والإنترنت وغيرها من أدوات التغير المستقبلية.
من هنا تأتي أهمية ظاهرة العولمة التي لا تزال تطرح أسئلتها وتحدياتها بشدة على العالم، وبالتحديد على المجتمعات والدول التي ليست في عداد قواها، والتي تحد نفسها ضعيفة الممانعة لأحكامها القهرية، مثل مجتمعات دول الجنوب، ومنها مجتمعنا العربي الإسلامي، الذي فرضت عليه تحديات يتحتم عليه أن يواجهها بسرعة وفعالية لكي يلحق بركب قطار العولمة.