Abstract:
لقد لعب الفكر الاعتزالي دوراً مهماً في صياغة الفكر الإسلامي، وفي التأثير في المجتمع، منذ أواخر القرن الأول الهجري، ولم ينفك هذا التأثير بإيجابياته وسلبياته يقوى إلى أن بلغ أوجه في القرن الثالث الهجري. وكان الفكر الاعتزالي فكراً علمياً، على درجة عالية إبان عصره. وكان كذلك فكراً طموحاً يعبر عن المسؤولية بمستوياتها الفردي والاجتماعي والأخلاقي والسياسي، ما يفتح المجال أمام الإنسان ذي الإرادة الحرة ليكون مسؤولاً عن أفعاله وغير مضطر، ولا محبور عليها.
فإنه لا يخفى أن المعتزلة فرقة إسلامية جاءت بشكر جديد دافعت فيه عن عدالة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته كما دافعت عن الحرية الإنسانية. وبهذا الفكر جادلوا خصوم الإسلام وناظر وهم قد حضوا حججهم ونشروا الإسلام في الآفاق.