Abstract:
تعد جزر البحر المتوسط ذات أهمية كبيرة قديمًا وحديثًا؛ للمسلمين وغيرهم من الشعوب والأمم، لذا سعى المسلمون لفتحهم وفرض سيطرتهم عليها؛ لنشر الدين الإسلامي أولاً، ولنيل المكاسب الاستراتيجية والمادية ثانيًا، وقد ساعدهم على ذلك عدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر، ضعف القوة المسيطرة على الجزر؛ والقدرات والإمكانيات البحرية لشعوب البلاد المفتوحة التي شكلت النواة الأولى لصناعة دور الصناعة للأسطول الإسلامي وركوب البحر.
كانت البداية الأولى لركوب المسلمين للبحر زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان (23-35هـ/644-655م)، بمساعي والي الشام معاوية بن سفيان، حيث تمكن المسلمون خلال القرن الأول الهجري/ السابع ميلادي من فتح كل من قبرص، ورودس، وحدث أشهر معركة بحرية في ذلك الوقت والتي عرفت بمعركة ذات الصواري، وحاولوا المسلمون فتح القسطنطينية، كما قاموا بالإغارة على كل من سردانية وقوصرة، وفتح جزائر الأندلس الشرقية.
لم يتمكن المسلمون من فرض سيطرتهم بالكامل على كافة جزر البحر الأبيض المتوسط خلال القرن الأول الهجري، فقد بقيت بعض الجزر خارج نطاق سيطرتهم، وهناك من الجزر التي أصبحت مشتركة السيادة مع البيزنطيين كقبرص، أما رودس فتعتبر مثال عن الجزر التي زال عنها النفوذ الإسلامي مبكرا بعد فتحها، لذا أصبح على عاتق المسلمون مواصلة سعيهم لفتحها خلال القرون القادمة.