خطاب اللطف

Abstract

إن العنف الذي شكل خطابة بواكير الحداثة السياسية الغربية ، والذي ما فتئ ينشر قيحة حتى يومنا هذا لم يولد بين عشية وضحاها بل امتد تاريخ مولده المتعسّر إلى القرن السادس عشر والسابع عشر وما بعدهما. لهذا الخطاب ثلاثة أبعاد ننوي تسليط الضوء الأكاديمي عليها حتى تأتي هذه الأطروحة كتاريخ ورصد المرحلة نموه وفتوته وشيخوخته التي تشهدها الساحة الآتية : و هذه الأبعاد التي تنتهي بأظافر حمادة سامة تهدد خيارات الشعوب لتصادر مستقبلها : و هي الاقتصاد والأيديولوجيا والثقافة بمعانيهم العريضة الواسعة . لهذا سنتتبع خطاب العنف الاقتصادي منذ بواكيره الأولى في غزو الجنس الأنجلوسكسوني لأراضي الغير وإبادتهم وتشريدهم بحثاً عن الغنيمة الاقتصادية فخشبة المسرح ، وهي المحاولات ذاتها التي تشهدها الحلبة الاقتصادية اليوم باقية كما هي لم تتغير وإن تبدلت الأدوار والأبطال ومساحيق الوجوه. كما أن هناك الخطاب الأيديولوجي وجد بدوره اهتمام ورعاية الرجل الأبيض المنتصر الذي غافل التاريخ لينهيه عند عتبة أيديولوجيا واحدة أفرزها التاريخ الغربي ، تاريخ الرجل الأبيض الذي ما انفك وهو في طريقه إلى سنة الهيمنة والسيادة يهشم رؤى وتراث وأجنّة الأيديولوجيات التي اعتنقتها الشعوب : وورثتها عن آبائها وأجدادها.