Abstract:
جاءت ظاهرة اللجوء السياسي في الألف الأول قبل الميلاد لحوض البحر المتوسط نتيجة لنشوء العديد من الحضارات المتباينة على سواحله آنذاك في الفكر، والقوة السياسية والاقتصادية، علاوة على أفول نجم حضارة وبروز أخرى فكانت سواحل المتوسط مسرحاً لتلك العمليات السياسية.
وشهد الألف الأول قبل الميلاد ازدياد حالات اللجوء السياسي لعدد من أمراء بعض الدول، والقادة العسكريين الذين أجبرتهم الأوضاع السياسية على الفرار من بلدانهم واللجوء في أغلب الأحيان إلى مصر، ومنها لجوء "الأمير هَدَدَ الأَدُومِيَّ" إلى مصر باحثاً عن الحماية والأمان عقب اجتياح نبي الله "داوود" لمدينة آدوم، وبالمثل لجوء "يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ" إلى مصر بعد انشقاقه عن نبي الله سليمان. وكيف استفادت مصر من هذا الوضع السياسي زمن الفرعون شيشنق من الأسرة الحادية والعشرين، وكذلك أيضاً لجوء "حانو" حاكم ولاية غزة إلى مصر فاراً من التوسع الأشوري في المنطقة وأخيراً فرار "إياماني" حاكم أشدود من الملك الأشوري سرجون الثاني لاجئاً إلى مصر. علاوة على حالة لجوء هانيبال أولاً إلى المملكة السلوقية وثانياً إلى مملكة بثينيا.