Abstract:
فلما كانت اللغة العربية ولازالت مناط فخر واعتزاز ، كابد فيها العلماء الأوائل أشد الصعاب ، وشقوا النجود رغبة في جمع شتات المفردات اللغوية المتناثرة من أفواه الأعراب الموثوق بعربيتهم ، وذلك طلباً لإصلاح شأن العربية التي ذب فيها اللحن ونشأ ؛ نتيجة لعوامل الاختلاط بين الأجناس ، فصار ظاهرة من الظواهر التي غيرت الدلالات
وقد أكرم الله العربية بنزول القرآن الكريم بها معززا منزلتها وهو المعين الذي
لا ينضب
كما أن الشعر العربي لعب دورا بارزا في الحفاظ على اللغة العربية ، وصونها ، وحمايتها من الخطأ لفظا ودلالة ، كما أنه يعد مرأة صادقة للحياة العربية ، وفيه من القيم الفنية ، والمعاني الدقيقة الموحية ، ما يجعله أقرب الفنون اللغوية عند
العرب .
وبما أن التراث الأدبي الليبي جزء لا يتجزأ من التراث العربي ، كان لابد من ضرورة تسليط الضوء على أحد الشعراء الكبار الذين أنجبهم التراث الليبي - وكان لهم أثر بارز فيه ، كما أن شعر هذا الشاعر يعد وثيقة أدبية وتاريخية ، سجلت نشاط البلاد السياسي ، والاجتماعي ، والثقافي ، إبان فترة مهمة من فترات حياتها .