أساليب الاقناع الحجاجي في قصتي ابراهيم ومريم عليهما السلام دراسة لغوية تحليلية مقارنة

Abstract

التداولية تُعد اتجاها من اللسانيات يهتم بدراسة اللغة، وهي تعمل بمعنى الاهتمام بالمتكلّم وسياقات الاستعمال، هذا إلى جانب الاهتمام باللغة وما تحمله من أفعال ومقاصد وغايات التي يتوخى المتخاطبون تحقيقها انطلاقاً من أقوالهم : ومنه؛ فإنَّ القول فعل والفعل قول. كما أنَّ التداولية حلقة وصل بين علوم عِدَّة، حيث يصعب تقديم تعريف جامع مانع لها ويعزى ذلك إلى كون التداولية تجمع اللسانيات والمنطق والفلسفة (علم الاجتماع، وعلم النفس، من جهة، وتجمع بين دراسة اللغة ومستعملي اللغة من جهة ثانية). تتميز اللُّغة العربية بتنوع أساليبها وتعددها وفنونها التعبيرية في ذات الوقت، فضلاً عن بلاغتها وفصاحتها ومن هذه الأساليب أسلوب الحجاج، والحجة تعني الإقناع والمحاجة والمخاصمة المتعلقة برد الرأي الخاطئ والانتصار للحق. كما ارتبط الحجاج - منذ القدم - بوجود الإنسان وحياته حتى صار فيه جِبلَّة تُغذِّيها النزعة الذاتية اتجاه ما يواجهه من مواقف وأحوال، وهذا ما يخبرنا به القرآن الكريم، قال تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا) [الكهف: الآية54]، فكلمة" جَدَلاً "في الآية تعني المنازعة بمعارضة القول،