Abstract:
مما لاشك فيه أن عمل الطبيب هو عمل إنسانيٌّ قبل كل شيء، يقوم على الرحمة، والأمانة، وسلامة المقصد، إلا أن هذا الأصل قد يشذ عنه بعض ضعاف النفوس من ذوي القلوب القاسية، والعقول العمياء، الذين يجعلون همهم وغايتهم جمع المال من وراء هذه المهنة، والصدارة في المجتمع، دون مراعاة للواجبات التي يجب عليهم الالتزام بها، لذا فإن من الأهمية بمكان التنبيه دائما وأبداً على الواجبات الأخلاقية التي يجب على الطبيب التحلي بها أثناء تأديته لهذه المهنة الشريفة، وهذا هو ما أردت التنبيه عليه من خلال هذه الورقة التي عنونت لها بـ (المسئولية الأخلاقية للطبيب في الشريعة الإسلامية) قسمت الكلام فيها على مبحثين، الأول: تناولت فيه مفهوم المسئولية الأخلاقية، والأسس التي تقوم عليها، والثاني تناولت فيه الضوابط الأخلاقية لممارسي العمل الطبي، وقد خلصت من ذلك إلى عديد النتائج، من أهمها إنه من واجبات الطبيب الأخلاقية إعطاء المريض حقوقه كاملةً غير منقوصة، ومعاملته بالحسنى، والنصح له والصدق في التعامل معه، ومراعاة ظروفه الصحية، والنفسية والمالية، وأن حصوله على مقابل عمله الطبي أمر مشرع شرعاً، ولكن يجب أن لا يكون ذلك هو الهدف من ممارسة الطبيب لهذه المهنة، بل هي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، هدفها مساعدة الناس على دفع المرض عنهم بإذن الله تعالى، وأوصت هذه الدراسة بضرورة الاهتمام بتربية الناشئة منذ الصغر التربية الأخلاقية السليمة وضرورة إدخال مقرر علم الأخلاق الإسلامية، ومقرر أخلاق العمل في مراحل التعليم المختلفة، وضرورة سعي الجهات الطبية إلى وضع مواثيق أخلاقية للعاملين بالقطاع الصحي، واتخاذ الإجراءات اللازمة، والقرارات المناسبة لتفعيل الالتزام بها في مجالات العمل المختلفة.