Abstract:
ان الأدب العربي صادر عن المة عربية تربط بين أفرادها روابط كثيرة متعددة الجوانب ، فمن الرقعة الجغرافية ، إلى الوحدة القومية ، إلى رباط الدم والدين ، وبذلك يكون العرب على درجة عظيمة من التقارب ، اللهم إلا ما طبعت به البيئة أبناءها لتعطيهم بعض الخصوصية الاجتماعية والتي قد تظهر في آدابهم
فتعطيها خاصية المكان والزمان وما يتعلق بهما من ظروف خاصة
والمدقق في الأدب العربي يجد تفاعلاً فكرياً بين الأدباء والشعراء العرب على اختلاف أقطارهم وبيناتهم، فمن خلالهم تطور الأدب ونشطت حركته ، وبتفاعلهم ارتقت النهضة الفكرية والأدبية ، وسمت التجاري الآداب العالمية الأخرى ، ومن هنا نخلص إلى أن أدب أي قطر أو بيئة عربية هو مزيج إسهامات عربية متنوعة ، فـ " تطور الأدب في ليبيا ارتبط بالتطور العام للأدب العربي في عصوره الحديثة ، .... وأن البيئات العربية الإسلامية ارتبطت منذ القدم بواقع حضاري واحد كون وحدة ثقافية دعمت ظاهرة التفاعل والتجارب بين أطراف هذه البيئات ، وكلما برزت ظاهرة ثقافية في بلد عربي خاصة ـ تلك التي تتصدر الحركة الفكرية - انعكس تأثيرها على أجزاء الوطن العربي .1 ، ونستشهد على ذلك بـ " خضوع البلدان العربية بعد زوال الخلافة العباسية للسياسة العثمانية وارتباطها بواقع واحد ، وتشابه الخصائص مع التفاوت الزمني ، فما تكاد مطالع النهضة تظهر في بلد حتى تظهر في آخر ، كما وجدت اتجاهات أدبية تشبه ما قام في مصر وسوريا والعراق وتونس. وكان حافظ وشوقي والرصافي والزهاوي في العراق يعاصر هما في ليبيا الشارف ورفيق المهدوي، وقد أخر الاستعمار الإيطالي الحركة الأدبية - في ليبيا عن مثيلاتها أكثر من ثلاثين عاماً.