Abstract:
الصورة البلاغية هي: اللغة القادرة على استكناه جوهر التجربة الشعرية، وتشكيل موقف الشاعر من الواقع وفق إدراكه الجمالي ممثلة في التشبيه والاستعارة والكناية، ولها دورها البارز في تجسيد المعاني وتشخيص الأفكار، وهي ذات أثر فعال في عرض التجارب وما يجول بالخواطر والمشاعر، وقد لاحظنا تشابك الصورة بغيرها من الفنون البلاغية واللغوية المختلفة، كالوصل، والفصل، والشرط، والتقديم، والتأخير، وقد أردنا إبراز الأثر الفني للصورة وذلك من خلال ربطها بغيرها من الأساليب البلاغية والنحوية؛ بُغية المحافظة على وحدة المضمون؛ فعمدت إلى بيان أثر أحد مباحث علم النحو ألا وهو أسلوب الشرط والجزاء بمختلف أدواته في سياق التشكيلات التصويرية.
وتضافر مثل هذه الفنون يخدم - بدلالة المقام - الصورة، ويمنحها شيئاً من التكثيف الدلالي، فكان للشرط دور رائد في تشكيلها، والترشيح لها، فضلاً عن كونه ذا قيمة فنية لا تنكر في تقوية الكلام وتأكيد المعاني، كما أنه يحدث أثره الفعال في جمال الصورة وذلك عندما يكون عنصراً في رسمها؛ ولاشك أن الصورة تزداد جمالاً فوق جمالها وقوة فوق قوتها إذا ما صيغت في نسق لغوي آخر، وذلك عبر استخدام المنهج الوصفي القائم على دراسة الصورة بمختلف حدودها، وكذلك المنهج التحليلي المبني على تحليل النصوص من جميع جوانبها الفنية والتصويرية واللغوية والأسلوبية، والعمل على تحليلها تحليلاً فنياً متكاملاً