Abstract:
تُعد مدينة غات أحد أهم بؤر الاستيطان البشري في الصحراء الكبرى على مر التاريخ، و ذلك لما تتمتع به من موقع ذي أهمية بالغة كنقطة عبور بين شرق الصحراء وغربها، وشمالها وجنوبها، هذا الموقع الهام سانده موضع جيد تمركزت عليه المدينة بشقيها القديم والحديث، فكان التنوّع الطبوغرافي عاملاً مهماً في احتفاظ المدينة بملامحها التي رسمتها عقود طويلة من الأصالة، والمحافظة على الموروث الحضاري عبر الزمن، وغات- كغيرها من مدن الجنوب- تحتاج إلى التنمية والتطوير، كبؤرة استيطان يمكنها التوسع لاستقطاب أعداداً أكبر من السكان، خاصة وهي المكان الذي يمتلك المقومات الطبيعية والبشرية وتتوفر به الظروف المناسبة لذلك، و هذه التنمية المكانية تحكمها ضوابط جغرافية ينبغي مراعاتها، و هنا يبرز تساؤل مفاده، ما الضوابط الجغرافية التي تؤثر على التنمية المكانية المستدامة في مدينة غات؟ والإجابة عن هذا السؤال تهدف التعرف على انعكاسات الظروف الجغرافية على برامج التنمية المكانية في مدينة غات، ومعرفة مدى استدامتها في ظل وجود هذه الظروف، ولتحقيق هذين الهدفين ينبغي اتباع منهج دراسة يمكن من خلاله استخدام منهجية متفردة تناسب الخصوصية التي تميّز بها غات عن غيرها، وذلك لمحاولة الوصول إلى نتائج يمكن من خلالها رسم صورة مستقبلية للتنمية المكانية المستدامة في الجنوب الغربي من ليبيا، والذي تمثل مدينة غات عاصمته ومركزه الحضاري والاستيطاني. ومن خلال هذه النتائج يمكن صياغة توصيات تساعد على إرساء دعائم التنمية المستدامة في هذا الإقليم