Abstract:
يهدف هذا البحث إلى تتبع ظاهرة (الخمر والمجون في شعر ابن زيدون) من خلال محورين أساسيين أو بلاطين اثنين أنشد فيهما ابن زيدون أغلب شعره؛ أولهما البلاط الجهوري بقرطبة الموصوف بالتدين والوقار، وثانيهما البلاط العبادي بإشبيلية الموصوف بالخلاعة ومزاولة العقار. واعتمد الباحث في هذا البحث على المنهج الوصفي الذي يقوم على تتبع هذه الظاهرة زمانيًّا ومكانيًّا، وتبعًا للزمان والمكان والمواقف والأحداث ستختلف نظرته لهذه الظاهرة في شعره بين تركها والمجاهرة بها، وخلص البحث إلى نتائج منها:
1 ـ نشأ الشاعر نشأة دينية، فتتلمذ على جملة من العلماء والفقهاء، ويدلنا على ذلك هذا التوظيف الهائل للنصوص الدينة من قرآن وسنة، واستحضار التاريخ الإسلامي في شعره، ولكن طبيعة عصره المتحلل، والأحداث السياسية والعاطفية التي عصفت به؛ مالت به إلى مباشرة اللهو ومعاقرة الراح.
2 ـ ففي البلاط الجهوري لا نكاد نجد لشعر الخمر والمجون أثرًا في شعره، بل كان يشيد بمواقفهم في محاربة هذه الظاهرة، مشيدًا بتدينهم ووقارهم.
3 ـ وفي البلاط العبادي تولدت صلات صداقة ومودة وطيدة الأركان بينهم وبين الشاعر جعلتهم يشركونه في خلواتهم، ويقارعونه الكؤوس ويطارحونه الأسمار ويقارضونه الأشعار ويهدي إليهم ويقبل هداياهم، فكثر في شعره وصف الخمر ومجالسها، مصورًا أماكن انعقادها في قصورهم ورياضهم، وأبدع في تصوير ألوانها.