Abstract:
لملخص
يهتم هذا البحث بدراسة وصفية للأسس التي قامت عليها المدارس الأوروبية، واعتمدت كمنهج عمل في مجال الدراسات اللغوية من خلال تحديد آلية التعامل مع الظاهرة اللغوية فقد نشأت هذه المدارس كحلقات دراسية ثم تطورت حتى غدت مذاهب لغوية لها أسسها وأهدافها وأساليبها، ومن أهم تلك المدارس كانت مدرسة جنيف وهي أم المدارس اللسانية التي اتخذت المنهج البنيوي ركيزة للدراسات اللسانية الحديثة فاهتمت بالعنصر الانفعالي في اللغة وتؤمن بأنه لا يمكن دراسة اللغة إلا كلا متكاملاً يؤدي إلى وظيفة اجتماعية مهمة ؛إضافة إلى اهتمامها بظاهرة الكلام الفردي وكيفية تحول اللغة إلى كلام يؤدي إلى تحويل المفاهيم العامة إلى مفاهيم محددة واقعية.
أمَّا المدرسة الوظيفية فقد جمعت بين البنيوية والشكلية وتميزت نظرنها الشمولية للنظام اللغوي بكافة مستوياته ودراسة تلك الوظائف التي تؤديه اللغة بحسب المستويات فهي تسعى إلى تبيان آثار ظاهرة في الملفوظات يمكن أن تميز بين اختيارات المتكلمين منها وظائف الأصوات.
وجاءت المدرسة النسقية بفكرة إعادة صياغة رموز اللغة في رموز جبرية وتراكيبها في معادلالت رياضية وفق مبادئ دي سوسير رغم الاختلاف الواضح بينها وبين البنيوية إلا أن الاتفاق تجسد في أن النظرية اللغوية هي نظرية صالحة لوصف وتوقع أي نص ممكن في أي لغة بمعنى صلاحية النظريات اللغوية لكل اللغات في العالم.
أمَّا المدرسة السياقية فقد قامت على أساس النزعة الدلالية الثقافية حيث تعاملت مع الظاهرة اللغوية وفق السياق بمفهومه الواسع، وهو بمثابة رد على المدرسة السلوكية التي أقصت المعنى من الوصف اللساني، ولذا فقد كان من اهتمامات هذه المدرسة التركيز على الدراسات الصوتية وتحديد وظائف الصوت اللساني من خلال الوحدات الصوتية الوظيفية، والوحدات الصوتية فوق المقطعية.