Abstract:
قاربت الدراسة الرّواية السّيرذاتيّة؛ (النّص النّاقص) مقاربة تلفظية، مستعينة بمقولات راباتال؛ بهدف رصد مناسبات وجهة النظر ووصلات إسنادها إلى ذاتها وكشف عمق منظورها. وتوصلت إلى عديد النتائج أهمها؛ وصلات وجهة نظر الشّخصيّات غير الرّاوية في السّرد السّيرذاتي لا تختلف عن وصلات وجهة نظر الشّخصيّات في السّرد الموضوعيّ. وأمّا صل وجهة نظر الرّاوي السير ذاتي فلا يتمّ بمجرد توفّر مدركات لا تستطيع الشّخصية تحمّلها كما في وصل وجهة نظر الرّاوي الغفل، بل إنّ الرّاوي الشّخصيّة حاله حال أي شخصيّة لا يمكنه إدراك ما يحدث في أماكن متباعدة في اللّحظة ذاتها. وتوفر إدراكات لا تستطيع الشّخصية تحملها في السّرد السيرذاتي ليس من وصلات وجهة نظر الرّاوي بل هو من أهم وصلات وجهة نظر المؤلّف. إن عمق منظور الشخصية الراوية والشّخصيّات الأخرى غير الرّاوية المهيمن عليه العمق المحدود ولكن أحيانا ورد محدودًا جدًا، وأحيانًا امتدّ فكان شبه لا محدود. عمق منظور الرّاوي الشّخصية امتدّ في بعض الأحيان فكان شبه لا محدود، ولكن لا يمكنه أن يكون لا محدودًا. في المقابل استأثر المؤلّف بعمق المنظور اللامحدود؛ وذلك لعدم قدرة الرّاوي الشّخصيّة على تحمل المدركات التي تتعلّق بما حدث في أماكن متعدّدة وفي الزّمن ذاته.