Abstract:
الملخص
بَرَزَ في حركة المقاومة الليبية فترة التوسع الاستعماري الأجنبي، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر عدد من الشخصيات التي كان لها دور كبير في مواجهة القوى الأجنبية، التي كانت تهدف إلى احتلال الأوطان والبحث عن مناطق نفوذ لها، وكانت الحركة السنوسية في مقدمة الحركات الدينية في شمال إفريقيا التي واجهت الإستعمار بعد تحولها من حركة دينية دعوية لنشر الإسلام من خلال الزوايا التي أقامها زعماؤها في كثير من الأقطار العربية والإفريقية منذ عام 1843م ، ثم تحولها لحركة سياسية وتوسيع أهدافها، وذلك بسبب الظروف الدولية التي أصبحت تهدد مناطق نفودها في جنوب الصحراء وغيرها ، وماكان منها إلاَّ إعلان الجهاد المقدس للدفاع عن الدين والوطن، وبرزت شخصية أحمد الشريف السنوسي في قيادة الحركة خلفا للسيد محمد المهدي الذي قارع خلال المرحلة الأولى الاستعمار الفرنسي شمال تشاد مكان إقامته، وعقب وفاة المهدي سنة1902، تولى أحمد الشريف الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي في تشاد وهو ما عرف بالحرب الليبية الفرنسية في تشاد 1899 - 1914 ، وانتهت الحرب بخروج المقاومة وسيطرة فرنسا على تشاد، لتتحول ساحات القتال بعد ذلك إلى ليبيا لمقاومة الغزو الإيطالي 1911، وعند قيام الحرب العالمية الأولى واجهة الحركة السنوسية الإنجليز في مصر واعلنت الحرب ضدهم إلى جانب الأتراك .
بنــــاءً على ذلك تتناول الدراسة نضال المجاهد أحمد الشريف السنوسي وموقفه من الإحتلال الفرنسي لتشاد والإحتلال الإيطالي لليبيا والمعارك التي خاضها المجاهدون الليبيين ضد فرنسا وإيطاليا تحت إمرته ، إضافة إلى حملته ضد الانجليز في مصر، وأسباب هزيمة أحمد الشريف وانعكاساتها على حركة الجهاد الليبي .