Abstract:
الملخص
لقد كانت الأوبئة بصورة عامّة والطّاعون بصورة خاصّة من أخطر ما تعرّضت له المجتمعات البشريّة في حقبة التّاريخ الوسيط، وقبل أن يكون الطّاعون مرضًا فتّاكًا فجائيّ الظّهور سريع الانتشار, فهو واقعة تّاريخيّة مهمة، أرّقت الشّعوب على مرّ تاريخها, وبقي حاضرًا في ذاكرة الأمم والحضارات دالًّا على الفزع المطلق والرّعب الأزليّ؛ لما يخلّفه من آثار عميقة في الصّعيدين: الماديّ والرّوحيّ للمجتمعات التي عايشته، ولطالما ترافق مع حدوثه, وانتشاره وبائيًا تدمير القوة البشريّة لهذه المجتمعات، وشلّ نموّها السّكانيّ والاقتصاديّ, ونظرًا لكثرة مخاطره, وما أفضى إليه من تحوّلات كبيرة, عانى منها الغرب الأوروبيَّ على مدى النّصف الثّانيَّ من المائة الثّامنة للهجرة والقرن الذي يليه؛ فحرصت الدّول, ومازالت على تبنّي الإجراءات الكفيلة بمنع حدوثه, والحدّ من استفحاله وانتشار.