Abstract:
في منتصف القرن الماضي شهد علم السياسة بصفة عامة وفي حقل السياسة المقارنة بصفة خاصة ثورة سلوكية شملت مناهج العلوم السياسة إذ بدأ الاهتمام بالسلوك السياسي للفرد والجماعة باعتباره جوهر السياسة والحكم وأصبح الفرد وحدة التحليل الأمبيريقي ) .
وأمكن للباحث السياسي استخدام العديد من أدوات منهجيته كغيره من باحثي
العلوم الاجتماعية، كالاستبيان وتحليل المضمون والقياس الاجتماعي . ى الموند (Almond) أن الأنظمة السياسية تتشابه في كونها تؤدي نفس الوظائف رغم اختلاف بنيتها ، وعلى هذا الأساس قسم الوظائف إلى مجموعتين. وظائف المدخلات ووظائف المخرجات (3) . وجاءت التنشئة السياسية في أول قائمة وظائف المدخلات باعتبارها من أهم الوظائف التي يقوم بها النظام السياسي من أجل ثباته واستقراره واستمرار بقائه
وتعني التنشئة السياسية عند الموند (Almond) نقل الثقافة السياسية للمجتمع من جيل لآخر أو إنتاج ثقافة سياسية جديدة وتعميمها في المجتمع (3) . وتقوم الدولة
.
بتكريس جزء لا يستهان به من الموارد والطاقات لإنجاح عملية التنشئة السياسية . وتتعدد قنوات التنشئة السياسية ومؤسساتها من الأسرة إلى المدرسة فالمؤسسة
الدينية إلى الرفاق مرورا بوسائل الاتصال الجماهيري والتي تلعب دورا هاما في نقل وتبادل المعلومات ، ومن هنا بدأت المجتمعات تستحدث أساليب أكثر تطورا في عمليه التنشئة السياسية وعمليات نقل الثقافة من قبل الأخرين ، وأصبحت تلك الأساليب تؤثر تأثيرا عميقا على اتجاهات الفرد والمجتمع وعلى الهياكل السياسية و على الحالة النفسية لمجتمعات بأكملها ويتم إنشاء أجهزة ووضع برامج تربوية مصممة من قبل الدولة خصيصاً بهدف ربط الفرد بالدولة لغرس القيم والاتجاهات