Abstract:
شهد العالم منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين عدة تغيرات لعل أبرزها كان نداعى أركان الاتحاد السوفيتي القائم على الفكر الشيوعي، وتفكك دوله، وسقوط نظمه الاقتصادية، وكان ذلك إيذاناً بإنتهاء نظام القطبية الثنائية الذي طبع مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ مهد ذلك الإنهيار الدروز قوة سياسية وعسكرية وحيدة هي الولايات المتحدة الأمريكية (1) . هذه القوة التي أصبحت لها فيما بعد قدرة فائقة على التأثير في مجريات الأحداث العالمية.كما أن الباحثين والمهتمين في حقل العلاقات الدولية تعارفوا على أن هذه التغيرات تعد في حقيقتها مقدمة لقيام نظام عالمي جديد تختلف أنماطه من حيث توزيع القوة والنفوذ والتأثير عن ذلك الذي كان سائداً بعيد الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية عقد الثانينات من القرن المنصرم، تلك الفترة التي تميزت بطابع توازن القوى بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.لقد تأثرت دول العالم تأثراً بليغاً بذلك المستجدات العالمية سواء على نحو سلبي أو بصفة إيجابية لاسيما بعد أن تم الإعلان عن مصطلح النظام العالمي الجديد New world enter على لسان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وكانت حرب الخليج الثانية والتي دارت رحاها على أرض عربية بمثابة المناسبة الأولى والاختبار الأول لهذا النظام (2).كذلك فإن المنطقة العربية على نحو أخص وبالنظر لإتساع دائرة تأثير تلك التطورات لم تكن في منأى عن ذلك. ولكن يا ترى ما مدى تأثر أهم مرتكزاتوأركان الوجود العربي ألا وهو الأمن القومي العربي بذلك؟