Abstract:
تتعدد أبعاد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية المتميزة ، ويأتي البعد الاستراتيجي على رأس تلك الأبعاد وفي مقدمتها ، وظل ذلك هو حال تلك العلاقات منذ بداية الخمسينيات من القرن المنصرم، وحتى بداية التسعينات منالقرن ذاته، ومنذ بداية التسعينات بدأت المسلمات المتعلقة بتفضيل البعد الاستراتيجي في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية على غيره من الأبعاد الأخرى في الاهتزاز بل في التهاوي أمام حقائق وقواعد جديدة اعتمدتها الإستراتيجية العالمية الأمريكية في ظل معطيات النظام العالمي الجديد فلقد أصبحت الولايات القوة العالمية الأولى في العالم ، كما أنها اعتمدت لنفسها إستراتيجية التدخل العسكري المباشر بقواتها المنتشرة في كل أنحاء العالم ، ولم تعد تعتمد على إستراتيجية الحرب بالوكالة أو التدخل غير المباشر ، وعليه فلم تعد اسرائيل هي القاعدة الإستراتيجية الامريكية المتقدمة في الشرق الأوسط ، فإلى أي مدى كانالمتحدةشيهذا التحليل صائباً ، هذا ما سوف يبينه الباحث في هذه الدراسة .أولاً : : مشكلة الدراسة :منذ منتصف الخمسينات تقريباً والمراقبون والدارسون للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية وتصورات الإستراتجية الأمريكية في الشرق الأوسط يؤسسون تحليلاتيم علي جملة من المسلمات الإستراتيجية مفادها ، أن البعد الاستراتيجي في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية هو البعد الأهم والأولى من الإبعاد الأخرى في تلك العلاقات ، وان إسرائيل هي : قاعدة إستراتيجية متقدمة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، و أن الولايات المتحدة تعتمد على إسرائيل اعتمادا كاملاً في تحقيق أهدافها الإستراتجية في المنطقة بل وفي العالم، وأن هناك تعاوناً استراتيجياً بين إسرائيل والولايات المتحدة يغلب عليه طابع الندية ، وأن إسرائيل هي الحليفالاستراتجي للولايات المتحدة بعد أوروبا الغربية .