Abstract:
ظلت كتب النوازل أو الفتاوى، مهملة ومنسية من قبل الباحثين في حقل التاريخ الإسلامي ، حيث كانوا يعتبرونها مصادر جافة لا طائل يرُجى منها، بعيدة كل البعد عن التاريخ، غير أنه مع التطور التاريخي لحقول المعرفة، وفي غياب وثائق بديلة ، تفطَّن الباحثون إلى أهميتها لتغطية حقول التاريخ ، حتى أصبحت اليوم تصنف ضمن المصادر الدفينة للتاريخ الإسلامي، وهذا البحث يسلط الضوء على أحد كتب النوازل للعالم الطرابلسي عبد السلام التاجوري الموسوم ب"تذييل المعيار " جاء تكملة لكتاب المعيار المعرب للونشرنسي، الذي يعد من أشهر كتب النوازل في المغرب والأندلس .
ويكتسب هذا الكتاب أهمية خاصة عن غيره من مؤلفات النوازل لعلماء المالكية؛ لكونه من الكتب التي لم نجد لها انتشاًرا بين الأقطار العربية خلافاً لغيرها من مؤلفات النوازل لعلماء المالكية التي وجِدتْ لها انتشارًا على نطاق واسع ، وتكمن مشكلة البحث في طرح جملة من التساؤلات منها ، ما مكانة كتاب تذييل المعيار بين كتب النوازل ومؤلفه بين علما المغرب العربي في العصر الوسيط ؟. وهل يُعد هذا المصنف من المصادر التاريخية الغير تقليدية يمكن الاستفادة منها في حقل علم التاريخ في المغرب الإسلامي؟ واتَّبع الباحث المنهج التاريخي والتحليلي، وذلك بتتبع الأحداث والوقائع التاريخية؛ للوقوف على أهميه الكتاب ومكانته بين كتب النوازل في المغرب العربي، ومن الدراسات السابقة: مدخل إلى فقه النوازل للدكتور عبد الحق بن أحمد حميش، والنوازل مصدره للدراسات الاقتصاديه والاجتماعية في المغرب والأندلس نوازل ابن الحاج نموذجًا تأليف أنوار الزنتاني، جوانب من حضارة المغرب الإسلامي من خلال كتاب النوازل الونشريسي تأليف كمان أبو مصطفى، وغيرها، وقُسِّم البحث إلى ثلاثة مباحث ومطالب، تضمنت: التعريف بالنوازل وأهميتها، والتعريف بالمؤلف ومكانته العلمية والعصر الذي عاش فيه، والتعريف بالكتاب ومكانته بين كتب الفتاوى -محتويات الكتاب ومنهج المؤلف ومميزات المنهج أهميه الكتاب المصادر التي اعتمد عليها المؤلف، النقد الذي يوجهه بعض المؤرخين للمؤلف، المبحث الثالث: كان عن الإشارات التاريخية والاجتماعية في الكتاب .
