Abstract:
إن قيام مجلس التعاون الذي تم التوقيع على نظامه الأساسي في 25 مايو 1981 : لم يأت وليد تلك اللحظة ، بل جاء امتداداً لترابط وتعاون قديمين بين دول مجلس التعاون الخليجي العربي ، دفعته إلى حيز الوجود الظروف الإقليمية والدولية التي تفاقمت أحداثها في أواخر السبعينات أي نتيجة تفاعل عوامل داخلية وخارجية عميقة وطارئة أثرت في قيامه ، وما زال بعضها يؤثر فيه ، فأشكال التعاون المختلفة سواء الثنائية أو الجماعية - بين الدول الست الأعضاء الموقعة على ميثاق مجلس التعاون الخايجي ، كانت قائمة بالفعل قبل قيام المجلس ، وما حدث هو أنه تم تحويل هذه الأشكال من التعاون إلى شكل مؤسسي على إثر وقوع أحداث وتطورات هامة في المنطقة والتي تمثلت في الغزو العسكري السوفيتي لأفغانستان ، وقيام الثورة الإيرانية الإسلامية ، وسقوط نظام الشاه ، والحرب العراقية - الإيرانية ، وزيادة حدة الصراع بين القوتين العظميين ، في ظل انقسام العالم العربي وتصدعه، بالإضافة إلى ذلك ، التغيرات الجذرية في العلاقات الاقتصادية الدولية ) توطين شركات النفط ) ، وكذلك الضغوط الخارجية على منتجي النفط والمحاولات الرامية إلى وضع النفط تحت الرقابة بحجة حمايته لضمان استمرار تدفقه إلى الدول الصناعية ، فكل هذه الظروف وبالإضافة إلى ما يربط الدول الخليجية الست من روابط وعلاقات خاصة ، وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية ، وإيمانا بالمصير المشترك الذي يجمع بين شعوبها ، ورغبة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين ، واقتناعاً بأن التنسيق والتعاون والتكامل فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية، واستهدافاً لتقوية أوجه التعاون وتوثيق عرى الترابط فيما بينها، واستكمالا لما بدأته من جهود في مختلف المجالات الحيوية التي تهم شعوبها ، وتحقق طموحها نحو مستقبل أفضل وصولا إلى وحدة دولها وتمشياً مع ميثاق جامعة الدول العربية ، فكل هذه الظروف والأسباب دفعت دول مجلـمن التعاون الخليجي إلى إنشاء المجلس.