Abstract:
وهم
صارت الجماهيرية خلال العقدين الماضيين مقصدا لتدفقات كبيرة من المهاجرين الأفارقة على اختلاف جنسياتهم وأجناسهم وثقافاتهم. عرب وغير عرب مسلمين وغير مسلمين. يتنوعون في دوافعهم وغاياتهم وكذلك أساليب دخولهم. فمنهم من يستخدم المنفذ الرسمية ومنهم من لا يجد إلى ذلك سبيلا فيقتحم الحدود بعيدا عن أعين السلطات, ومنهم من يستهدف البحث عن فرص للعمل بينما يستهدف الأخرون العبور إلى مواطن أخرى كجنوب أوروبا تسللا ومنهم من يحوز ما يثبت هويته من المستندات الدالة وأكثرهم ليسوا كذلك جميعاً يشتركون في أن وجودهم بالجماهيرية كمقيمين لا يعد شرعيا وفقا لما قنص عليه التشريعات الليبية ذات العلاقة. والأهم من ذلك أنهم ظلوا ولا يزالون يشكلون مشكلة وظاهرة متعددة الأبعاد سواء تجاه الدولة أو المجتمع الليبي وقد انت هذه الظاهرة إلى بروز العديد من المشاكل والمخاطر والتي منها ما هو امني كارتكاب جرائم القتل . والسرقة والاتجار بالمخدرات . والشعوذة والتسول وتزوير الوثائق الرسمية والأختام ومنها ما هو صحي كانتشار العديد من الأمراض الخطرة علي الصحة العامة مثل مرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز ", والالتهاب الكبدي والزهري وغيرها, و منها ما هو اقتصادي علي سبيل المثال لا الحصر ارتفاع نسبة البطاقة في سوق العمل الليبي وتزوير العملة المحلية والأجنبية. وتهريب السلع المدعومة. كما أدت هذه الظاهرة إلى وجود أبعاد أخرى خلقت نوعا من التوتر في العلاقات الخارجية للجماهيرية ببعض الدول الأخرى التي طالتها أثار الهجرة غير الشرعية عن طريق عبور الجماهيرية, أو لاعتقادها بأن ليبيا قد قصدت يدفع المهاجرين إليها قصدا
14
فظاهرة الهجرة غير الشرعية وبحجمها المتسع والمتزايد أربكت الوضع العام في ليبيا وتغابت آثارها السلبية على إيجابياتها حتى التمس المواطن مخاطرها, ووقع الكثير من المواطنين ضحاياها قتلا أو سرقة, أو نصبا واحتيالا, أو مرضا
وعدوى
ابن مخاطر هذه الظاهرة وأثارها طالت المساس بالأمن العام حتى بات الأمن غير مستقر والمواطن غير أمن ولا مطمئن, فعايش المواطن من الجرائم قتل الأبرياء وسرقة الممتلكات, وحالات الاغتصاب, وتشريد