Abstract:
لا شك أنَّ أدب الأطفالِ بات مقصداً للباحثين بعد أن غدا مجالاً فسيحاً للمبدعين، لما له من دور بارز في تلبية احتياجات الطفل وتنمية قدراته الإبداعية والذهنية والنفسية، فهو - وبخاصة القصة - أقرب إلى نفوس الأطفال، وأبعد أثراً في شخصياتهم.
وتُعد القصَّةُ الطفليَّة عندَ يوسف الشريف من الجهود الإبداعية المتميّزة الموجهة للأطفال في ليبيا، من
حيث كثرتها ومن حيث مستواها الفني وما تحققه من أغراض وأهدافٍ تجعل لها قيمةً لا تُنكر.
ولعل ذلك كان من دوافع اختيار هذا الموضوع للدراسة، ومن تلك الدوافع – أيضاً – الحرص على إثراء المكتبة العربية بموضوع جديد، وشغفي بأدب الأطفال ورغبتي في الاقتراب من إبداعاته الموجهة لهم بغرض إسعادهم وبناء شخصياتهم، وهم مستقبل الأمة. ومما شجع على تناول هذا الموضوع عدم وجود دراسة مستقلة – حسب علم الباحثة - تتناولُ قصص الأطفال عندَ يوسف الشريف من جميع جوانبها الموضوعية
والفنية.
إِنَّ أدب الأطفال في ليبيا - رغمَ ما حظي به من اهتمام من عددٍ من الباحثين – لا يزال بحاجة إلى دراسات واسعة ومعمقة للكشفِ عَمَّا يَتَّسم به من قيم جمالية وفكرية وتربوية.
ومن الدراسات ذات الصلة بموضوع هذا البحث والتي ستفيد منها الباحثة دراسة د.سالم امحمد العواسي: أدب الطفل في ليبيا (1970 - (2000) ودراسة د.عبد الحميد محمد عامر : (أدب الأطفال في ليبيا دراسة في مضمون القصة ودراسة د.فريدة الأمين المصري: أدب الأطفال في ليبيا في النصف الثاني من القرن العشرين دراسة تاريخية تحليليَّة، ولكن هذه الدراسات - على أهميتها - لم تتناول القصة إلا ضمن اهتمامها الأعم بالأدب الموجه للأطفال في ليبيا، وكانت دراسة د. عبد الحميد محمد عامر أكثر تخصصاً في دراسة
القصة ولكنَّها دراسة لم تقارب قصَّة الأطفالِ عند يوسف الشريف بصورة وافية وبشكل مستقل.