Abstract:
وقد أطل المبدعون في إشراقاتهم المتجددة على صور تلك الإبانة، في دراساتهم
المتنوعة، لعلوم القرآن التي عمرت بها المكتبات الإسلامية، في القراءات والروايات،
كشفا عن وجوه الإبانة فيها، وإدراكا للمقومات التي بنيت عليها.
غير أن علوم القراءات وقبل أن تكون علما ،قرآنيا، كانت واقعا في حياة جزيرة العرب قبل الإسلام، ممثلة الأصالة في حياة اللغة العربية، وتراثها الخالد، وقد خلدها القرآن الكريم صورة من صور الإبداع والإلهام، وآية من آيات الإعجاز، حتى إذا كنا أمام
قول جبريل الأمين للرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم : " إن ا يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا "
برزت القراءات والروايات كعلم من علوم القرآن الكريم، بذل سلفنا الصالح جهودا كريمة، للتعريف بها، وإيضاح المقصود من حروفها، وحكمة التنزيل بها .
وقد ظل هذا الموضوع يفرض نفسه على عامة الناس، فضلا عن خاصتهم، كلما سمع المأموم من إمامه قراءة كلمة بوجه مختلف عن قراءة إمام آخر، وكلما جنا الطالب على ركبتيه أمام شيخه متلقيا كلمة بوجه ومستمعا من المرئي في بيته
قراءتها بوجه آخر ، وذلك ما عايشته معلما و إماما ، وكان الاكتفاء بأنها الرواية .
غير أن الأمر لم يقف بي عند هذا الحد بل كان الاطلاع في هذا الموضوع، للوقوف على ما بذله سلفنا الصالح، من جهود عظيمة، وإسهامات كريمة، في أحرف القرآن، وقراءاته، ورواياته، أفصحت عنها مجلدات التفاسير والدراسات المستقيضة في علوم القرآن، ومصنفات البلاغة والبيان، بما فتح لي مساحة رأيت فيها جدة في تخصيص أشهر روايتين يقرأ بهما المسلمون بدراسة أسلوبية، وهما روايتا قالون.