Abstract:
أحمدك
ربي
حمداً يليق بجلال وجهك الكريم، وأصلي وأسلم على خير خلقك أجمعين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد (1) وعلى آله أجمعين:
بعد الشعر العربي تراثاً أدبياً تمين يمثل وجدان الشعوب العربية وبعد مرحلة من مراحله، ويسجل من خلال أشعارهم مراحل حياتهم التي عاشوها وانتشارها على امتداد رقعة واسعة من الوطن والعالم، فكان الشعر على مر العصور وسيلة ترفع صاحبها إلى أسمى المراتب وبغض النظر عن عقيدته ودينه فقد نبغ عدد من الشعراء
غير المسلمين من بينهم شعراء أبدعوا في اتقان أغراضه وتفننوا في مذاهبه وظواهره، وللشعر المعاصر نصيب وافر في هذا الغرض والذي نحن بصدد دراسته في هذا البحث وهو ( الرفض والتمرد والغربة في الشعر العربي المعاصر) وكان هذا أحد أسباب رفض الشعراء لواقعهم، وكأنه يرفض معالم الحضارة القاسية التي تبعد الإنسان وتنقل كاهله، فكثير ممن يتغرب يواجه واقعاً فيرفضه ويتمرد عليه ذلك هو الموضوع الذي تتركز عليه هذه الدراسة تحديداً وبيان تأثير تلك الظواهر في شعر الشاعرين، ولعل من دواعي اختيار هذا الموضوع وفرة المصادر والمراجع التي تناولت هذه الأغراض وأسهبت فيها، بالإضافة إلى حرص الباحثة على دراسة
جزء مهم من تراثنا الأدبي في الشعر العربي، وبالإضافة أيضاً إلى عدم وجود دراسة مستقلة حول هذه الظواهر لذا أردت أن أبين ظواهر الرفض والتمرد والغربة
في الشعر العربي المعاصر، من خلال نموذجين مثلت لأشعار هما وفق دراسة أسلوبية تحليلية، فلقد كان اختياري لهذا الموضوع لعدة أسباب منها ما هو ذاتي ومنها ما هو موضوعي، أما الذاتية فتتمثل بالدرجة الأولى في الجانب النضالي والتوري