Abstract:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد...يتناول هذا البحث موضوع دولة الأدارسة ودورها الحضاري في المغرب (172هـ 364 هـ) (974-788 م) وقد حاولت فيه تسليط الضوء على بعض الجوانب السياسية والحضارية لتلك الفترة. ذلك أن تاريخ الأدارسة ودورهم الحضاري في المغرب الإسلامي من القرن الثاني حتى القرن الرابع الهجري/ الثامن حتى القرن العاشر الميلادي) يمثل حلقة مهمة من حلقات التاريخ العربي الإسلامي في هذه المنطقة الحيوية من العالم آنذاك، والتي غلب عليها تذبذب الوجود العربي الإسلامي بين المد والتراجع خلال المراحل الأولى من الفتح الإسلامي لهذه البلاد ، وما أن انتهت مرحلة الفتوح وتناوب عليها الولاة المسلمين حتى بدأ البربر بسلسة من الثورات التي تهدف إلي تحقيق العدالة والمساواة ، وهي المبادئ التي حملها الفاتحون الأوائل إلى قبائل البربر التي سكنت في بلاد المغرب ، وقد جاء ميلاد دولة الأدارسة في أواخر القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي تحقيقات لطموحات غالبية هؤلاء البربر وبقية سكان المنطقة ، لاسيما وإن مؤسسها هو من ذرية آل بيت الرسول (صلي الله عليهوسلم فوجدت التأييد والمؤازرة من قبائل البربر والقبائل العربية على حد سواء . وتكمن أهمية هذه الدراسة في موضوعها التي ينفرد بتتبع تاريخ هذه الدولة من النشأة حتى زوالها على يد الفاطميين مرورا بالدور الكبير الذي نهضت به في نشر الاستقرار ومظاهر الحضارة العربية والإسلامية في المغرب الأقصى على مدى أكثر من قرنين من الزمان ، والدور الذي لعبه الأمراء الأدارسة في المحافظة على نشر الإسلام واللغة العربية بين صفوف البربر وصبغ منطقة بلاد المغرب بالصبغة العربيةالإسلامية .