Abstract:
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات والشكر له على ما أولانا من مدارك وخيرات والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبهالطيبين.. وبعد /لم يكن الفكر الديني مرحلة منقضية وعديمة الأهمية في تاريخ الفكر الإنساني، فلا يمكن فصل الفكر عن أي تطور وتقدم وصلت إليه المجتمعات البشرية . فكل ارتقاء فكري وروحي قد تسلسل من البوادر الدينية الأولى وتطور عنها، فمنذ إن وجد الإنسان على ظهر الأرض وجد معه الحس الديني فهو جزء من كيانه ووجوده، فلقد رافق الدين البشرية منذ أطوار حياتها، ذلك إن حاجة الإنسان للدين مثل حاجته للطعام والشراب ، وبفطرته أحس الإنسان انه في الدين فكرة متأصلة في نفوس البشر منذ أقدم الفكر الإنساني ، ومما يؤكد مكانة الدين وأهميته هو لــم يذكر التاريخ أناسا عاشوا من دون إن يندينوا بدين منتشرة في المجتمعات القديمة، فالسومريون عبدوا (انو) وانليل وعبد البابليون بعل وعشتار) والأشوريون (أشور) وعبد المصريون القدماء برع ، واز (ريس وعبد الفرس (اهورا مزدا) الصينيون عبدوا تشانج و شانج تي .فكل المؤشرات تدل على إن الدين مازال حيا ومؤثرا بطريقة لا يمكن تجاهلها ، فهو مصدر بدائي للثقافة الإنسانية، ولا يمكن لنا فهم الحاضر الفكري الفني للإنسان إذا تجاهلنا المصدر البدائي للثقافة الإنسانية مهما كان هذا المصدر بسيطا فتناولت الدراسة (( الديانة الليبية القديمة وتأثرها بالديانات القديمة الأخرى () من القرن الخامس قبل الميلاد حتى بداية القرن الأول الميلادي، ومن ثم كان لزاما إن تمر الديانة الليبية بمراحل مختلفة حسب ظروف كل ،عصر، وكل فترة فالفكر الديني الليبي القديم لم يظهر بين عشية وضحاها ، فاستمدت الديانة الليبية القديمة عناصرها من البيئة الليبية فقدس الليبين القدماء مظاهر الطبيعية كالشمس والقمر ، وكانوا يقدسون الحجارة المدبية أو المستديرة، أيضا الجبال والأنهار ، ويقدسون التلال، وهذه كانت تتجسد بشكل أوضح عند سكان المناطق