Abstract:
يوصف الإعلام بأنه السلطة الرابعة، فلا تقوم انتخابات أو تتم أي عملية سياسية، ولا تثار قضية تهم الرأي العام إلا وكان للإعلام دور بارز فيها بالتوضيح والإفصاح والترشيد والإشهار، والإذاعة المحلية جزء منه تخدم مجتمعاً محدوداً، وتشكل بيئة اجتماعية متجانسة، وللإعلام المحلي تأثير أكبر من غيره على المجتمع المحلي؛ نظرا للأسلوب المحلي المتبع في إيصال المعلومة، والمستهدفون هم أفراد المجتمع المحلي.
تقوم الدراسة بمحاولة قياس مضمون المادة الإعلامية التي بثتها إذاعة سرت المحلية خلال العام 2021، استعداداً لتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية (الرئاسية والبرلمانية)، وبينت نتائج التحليل أن كمية المادة السياسية قليلة لم تتعد5 %من إجمالي المادة الإعلامية، 21% منها عرضت من حيث الهدف، في حين 12% من حيث المضمون، ومعظمها تم إلقاؤها بالفصحى، وبصوت منخفض، وبموسيقي مصاحبة للمادة الإعلامية تغطي على صوت المذيع، كما تمتاز المواضيع الإعلامية المعروضة بالعمومية والسطحية ولا تحقق ما يصبو إليه المواطن، والمادة الإعلامية التي ترسلها المفوضية لتعريف المواطن بالخطوات التي يفترض أن يتبعها للمشاركة في الاستحقاقات غير فعالة، وقليلة، ولا تساوي أهمية الحدث الذي نشرت من أجله، في مجتمع حديث العهد بالعملية الانتخابية، وتؤكد التقارير المحلية والدولية عزوف المواطنين عن العملية السياسية برمتها، والبرامج المباشرة التي تجريها الإذاعة تفتقر إلى مشاركة المختصين في المقابلات والندوات، وتسهم بعض المؤسسات الأخرى في الدفع بالعملية السياسية، بإجراء الندوات والورش، ولكن في المقابل يوجد إهمال وعدم متابعة من الإعلام المحلي.
يوجد كثير من العوائق المادية والفنية التي تقف أمام إذاعة سرت المحلية، والتي تحول دون القيام بعملها بشكل جيد، أهمها: تبعات الانقسام المؤسسي، وتغير تبعية الإذاعة الإدارية، وقلة الدعم من الحكومات والمجلس البلدي.