Abstract:
الإجازة العلمية تقليد تعليمي إسلامي، عرفها المسلمون منذ القرون الإسلامية الأولى، وكان المقصود بها عند ظهورها، إذن الشيخ للطالب ليؤدي عنه مروياته في الحديث النبوي من غير أن يسمع ذلك منه أو يقرأ عليه؛ فيؤدي عنه بموجب ذلك الإذن، ثم توسع العلماء فمنحوها لكل طالب الرواية في الحديث والقراءات والفقه وغيره من العلوم. وتعد الإجازة العلمية صورة من صور التفاعل والتواصل الثقافي بين الأقطار الإسلامية، ودلالة قاطعة على قوة العلاقة التي تربط بين المشايخ وطلبة العلم، ولذلك حرص الأندلسيون كغيرهم على الرحلة في طلب العلم ونيل الإجازة؛ ونظرا لعدم خضوع التعليم لقواعد وبرامج معينة، كان الطالب هو من يتخير الأستاذ المبرز المشهود له بالبراعة والتضلع، ويتتلمذ على يديه إلى أن ينال منه سعة الإطلاع والتعمق في المعارف، ويحصل منه على الإجازة التي تؤهله للتدريس أو التصدي للفتيا وغير ذلك. ولهذا تعددت الإجازات العلمية وتنوعت صورها وأساليبها تبعا للعلوم المتداولة في المجالس التعليمية خلال هذه الفترة.