Abstract:
يُعَدُّ تطور أنماط السكن وتعدد أشكاله انعكاساً لتطور السكان والمؤشرات الحضارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تعكس مدى مراعاة عناصر البيئة الطبيعية عند تصميم وبناء المنازل، حيث تهدف هذه الورقة لدراسة أهم العوامل التي أثرت في تطور أنماط السكن بمدينة الزنتان، وبالأخص العامل الطبوغرافي الذي اتضح أن له أثراً واضحاً في التأثير على أنماط السكن بالمنطقة، فقد أسهمت طبوغرافية المنطقة وموارد البيئة الطبيعية والحالة الاقتصادية للسكان في تطور أنماط السكن بمدينة الزنتان، كما اتضح من الدراسة الميدانية أن أنماط السكن بمنطقة الدراسة قد تطورت عبر السنين من مساكن حفر تحت الأرض (غار أو داموس) في عهد الآباء والأجداد (العهد التركي وما قبله)، إلى مساكن أحدث منها أو ما اصطلح على تسميته بالمسكن العربي خلال النصف الثاني من القرن الماضي، ثم مساكن حديثة ذات نمط غربي أوروبي في الوقت الحاضر، كما اتضح أيضاً أن العامل الرئيس المتحكم في هذا التطور هو العامل الطبوغرافي بالدرجة الأولى بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى، منها: نوعية مواد البناء المستخدمة ومدى توفرها، وكذلك تحسن مستوى المعيشة وتوفر الأموال اللازمة للبناء. وبناءً على النتائج المستخلصة خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات، لعل من أهمها ضرورة المحافظة على العديد من أنماط السكن القديمة؛ لأنها تمثل إرثاً حضارياً وثقافياً يبرز شخصية المنطقة وتاريخها والذي يمكن أن تبنى عليه العديد من النشاطات السياحية والمهرجانات الثقافية.