Abstract:
تعد ليبيا من أكثر المناطق جفافاً في العالم المتميز بقلة معدلات سقوط الأمطار وتذبذبها بشكل كبير،%85منمساحتها،وتفتقر البلاد إلى مصادر المياه السطحية دائمة الجريان وتغطي الصحراء ما يزيد عن والجزء المتبقي هو عبارة عن شريط ساحلي وهو معرض للتصحر أيضاً؛ لذلك من المتوقع أن تواجه ليبيا بشكل كبير تحديات خطيرة بسبب ظاهرة تغير المناخ في العقود القادمة.كما تُعَدُّ الأنشطة البشرية السبب الرئيس لتغير المناخ وزيادة درجة حرارة الأرض على مدى الخمسين سنة الماضية منذ بداية الثورة الصناعية)، حيث أدت الأنشطة الصناعية إلى حرق كميات متزايدة من الوقود الأحفوري، أدت إلى رفع مستويات الغازات الدفيئة (الاحتباس الحراري)، مثل: غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي بشكل كبير جداً. لقد سببت هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.تشير بعض الدراسات في مجال التغير المناحي بأن الأمطار على المستوى الوطني تشهد تناقصاً ملحوظاً منذ منتصف القرن الماضي، وتراجعاً في عدد الأيام الممطرة خلال مواسم الأمطار، كما أن المتوسط السنوي لدرجات الحرارة في ارتفاع طفيف مصحوباً بزيادة مطردة لموجات الحر.كما تشير هذه الدراسات إلى أن سيناريوهات التغير المناحي توقعت تناقصاً كبيراً في كميات الهطول على ليبيا يصل إلى 40% وزيادة في بعض التطرفات المناخية الأخرى كالفيضانات، والفيضانات الخاطفة،وموجات الجفاف والحرارة حدةً ومقداراً.هذه الظروف تضع : ح كافة الموارد الطبيعية والبيئية لليبيا وخاصة منها الموارد المائية، (أهم متطلبات التنمية المستدامة)، تحت المحك وتجعلها أكثر ضعفاً للتصدي والاستجابة لآثار التغيرات المناحية على المستويين المكانيوالزماني