Abstract:
يشغل إقليم فزّان نطاقًا واسعًا من الصحراء الكبرى، ويزخر بالعديد من الواحات التي عزّزت عملية التواصل عبر أرجائه، وكانت بمثابة مراكز تجارية تربط بين شقّي القارة الإفريقية، الأمر الذي ترتّب عليه ازدهارًا اقتصاديًّا انعكس على مظاهر الحياة الاجتماعية في الإقليم.
ومن خلال هذا البحث حاولنا إعطاء صورة واضحة عن تلك المظاهر باعتبارها مظهرًا هامًّا من مظاهر الحضارة الإسلامية، حيث تمّ التعريف بالإقليم وأشهر مدنه، وفي طليعتها: مدينة زويلة التي احتلت الصدارة في عصر مملكة بني الخطاب( ما بين القرنين الرابع -السادس الهجريين/ العاشر _الثاني عشر الميلاديين )، وكانت عاصمة الإقليم الأولى أثناء فترة الدراسة، إلى جانب مدينة زلة، وجرمة، وسبها، وغات، وتساوة، وتمسى، ثم تناول البحث التركيبة السكانية إذ ضمّ الإقليم خليطًا متنوعًا من الأجناس البشرية سواء من السكان الأصليين أو الوافدين والمهاجرين إليه، كما تطرقنا إلى الحديث عن طبقات المجتمع التي تكوّنت من ثلاث طبقات رئيسية: الطبقة الخاصة وهي الحاكمة، والطبقة الوسطى، والطبقة العامة التي تمثّل الغالبية العظمى من سكان الإقليم، وكذلك تمّت الإشارة إلى الأطعمة وكيف كان اعتمادهم على ما تنتجه أرضهم من مزروعات، وكذلك الحديث عن الملابس والعادات والتقاليد بصفتها المرآة التي تعكس واقع المجتمع الفزّاني.