Abstract:
تبحث هذه الدراسة في واقع القرى والمنتجعات السياحية بمنطقة القره بوللي، التي تُعد من أبرز المناطق الساحلية في ليبيا لما تتمتع به من مقومات طبيعية وجغرافية. وقد رصدت الدراسة التوسع المتزايد في إقامة هذه المشاريع السياحية، الذي غلب عليه الطابع العشوائي في كثير من الأحيان؛ نتيجة غياب التخطيط العمراني السليم، وضعف الرقابة، وتداخل الاختصاصات بين الجهات المعنية.
تناولت الدراسة أيضًا مدى تأثير هذا التوسع العشوائي على البيئة الساحلية والمشهد العمراني، فضلاً عن ضعف توظيف العناصر الثقافية والمعمارية الليبية؛ ممَّا أدى إلى غياب الهوية الوطنية في هذه المنشآت. وبيّنت أن العديد من المنتجعات أُنشئت بنماذج معمارية دخيلة لا تعكس الخصوصية الليبية، ممّا يحد من مساهمتها في ترسيخ الهوية الوطنية أو تعزيز السياحة الثقافية.
وخلصت الدراسة إلى نتائج عدّة، منها: ضرورة تبني سياسات تخطيطية متكاملة تعتمد على مبادئ الاستدامة وتعزز حضور الهوية الليبية في التصميم السياحي، مع تشجيع الاستثمار المنظم وتفعيل دور المجتمعات المحلية في صياغة الرؤية السياحية المستقبلية للمنطقة.