Abstract:
اعتنى هذا البحث بمصطلح الرضوان؛ بغية الكشف عن مفهومه في نسقه القرآني توسلًّا بمنهج الدراسة المصطلحية، وذلك باعتماد الاستقراء التام لمادة المصطلح، مع اعتماد خطوات الدراسة المعجمية والدراسة النصية بما تسمح به حدود هذا البحث، وذلك في محاولة لفهم معاني الرضوان وأهميتها في حياة الإنسان وعلاقاته؛ تربية له على السلوك القويم ونهج سبيل التكريم، الذي به يكمل إكرامه بالرضوان يوم الدين.
من نتائج هذه الدراسة: تأسست دلالة الرضوان في القرآن الكريم على أصلها اللغوي وهو: القبول بالشيء وتشبع النفس نحوه وموافقتها عليه، وما يدور حول هذا الأصل من معاني القناعة والاكتفاء والاختيار والحُب والإقبال والتقدير، وقد تميز مصطلح الرضوان بأهمية حجم مادته، وبعظم شأن مفهومه، مع ارتباطه بحياة الإنسان ومآله في العاجل والآجل؛ فتأكد بذلك أهميته في نسق المصطلحات التي تنتمي إلى أسرته المفهومية: كالقبول والقناعة، والتوكل والتسليم والإكرام. وقد انتقل لفظ الرضوان في القرآن من معناه المادي المرتبط بأخذ الشيء حتى الاكتفاء والشبع، إلى مفهومه الاصطلاحي المرتبط بعطاء الله والقبول بشرعه وهديه، والقناعة والاكتفاء به، محبة وتقديرًا لفضله وثوابه العظيم، وبغضا في سخطه المبوّئ الجحيم.