Abstract:
تسعى هذه الورقة لتناول العلاقة بين الأبعاد الاقتصادية والسياسات التنموية وعلاقتها بظاهرة انتشار وتنامي التنظيمات الإرهابية وتهديدها للأمن والسلم في العالمين العربي والإسلامي وبشكل خاص في ليبيا، حيث تنطلق هذه الورقة من مقاربتها لهذه العلاقة من خلال دراسة جذور وأسباب ظهور الإرهاب وتناميه وتهديده لأمن واستقرار البلاد؛ وتتمحور هذه الأسباب في حالة الفقر والفساد اللذين يحفزان الإرهاب من خلال توظيفه لمعاناة الناس لتبرير العنف الموجه للسلطة، ومن ناحية أخرى تشكل حالة عدم الاستقرار والنزاعات ظروف مناسبة لظهور الإرهاب ونشاطه بشكل فاعل. وفي جزئية أخرى تُقدم هذه الورقة البعد الاقتصادي للأمن القومي ودوره في مكافحة الإرهاب والتصدي له وإزالة الأخطار التي تهدد أمن البلاد، ويتأتى ذلك من خلال تحقيق التنمية المستدامة وما يترتب عنها من تحسين حياة الأفراد والرفع من مستوى معيشتهم، ما يعزز من خضوعهم للقانون والسلطة ونبذهم للأفكار المتطرفة. وتخلص الدراسة إلى أن التنمية المستدامة والتي تشمل تحسين الاقتصاد وتطوير البنى التحتية وتحسين الخدمات والرفع من مستوى معيشة الأفراد؛ كل هذه السياسات تساعد بلا شك في التصدي للإرهاب وتعمل على الحد من انتشاره وتقويض نشاطه وبالتالي حماية الأمن القومي من هذا الخطر.