Abstract:
عني المصريون القدماء بتربية الحيوان عناية فائقة، وتشير الأدلة الأثرية إلى مدى ما بذلوه من جهود لتنمية الثروة الحيوانية على مدى تاريخهم الطويل، منذ عصور ما قبل التأريخ وحتى نهاية عصورهم التاريخية، حتى أنهم اتجهوا إلى تقديس معظم هذه الحيوانات مقدرين فيها سراً من أسرار الخلق ونفحاً من روح الإله.
تعد مصر جزءاً من الشرق الأدنى القديم، كما أنها جزء لا يتجزأ من الشمال الإفريقي، ولذلك فقد خضعت لظروف بيئية متشابهة مع الشمال الإفريقي، كما أنها أثرت وتأثرت بما حولها من مناطق في آسيا وأوروبا وإفريقيا ذاتها، وقد من حيوانات إفريقية من بينها أغنام البرباري (Barbary-Sheep) والغزلان ؛ أي أنها حيوانات إفريقية الأصل إلا نسبة صغيرة من الحيوانات القادمة من الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي.
كانت الأحوال البيئية في مصر، في فجر البلايستوسين وفي غضونه مختلفة تماماً عما كانت عليه في العصور التاريخية؛ إذ تقع مصر ضمن العروض الوسطى التي تعرضت في غضون البلايستوسين لعصور مطيرة تقابلها عصور الجليد في أوروبا؛ ويتفق العصر المطير الأول مع شطر كبير من عصر البلايستوسين الذي تميز منتصفه فيما يبدو بارتفاع درجة الحرارة، ويعاصره ظهور حضارة العصر الحجري القديم الأسفل (الشيلية)، وأعقبها حقبة جفاف لا يُعْرَفُ طولها ظهر أثرها في الجنوب؛ ثم جاء دور مطير ثانٍ أقصر من الأول تميز بثلاث قمم مطيرة فصلت بينها فترات جفاف نسبي، وظهرت في غضونها حضارة العصر الحجري القديم الأوسط (الآشولية).