Abstract:
يتناول هذا البحث الوظائف الرمزية والطقسية لشخصية "الزهري" في ممارسات منطقة ترهونة، مركزة على تفكيك الأساطير والسرديات المرتبطة به وربطها بالتحولات الاجتماعية والثقافية، وينظر إلى الزوهري كرمز طقسي يتوسط بين العالمين المرئي وغير المرئي، وليس كـ شخص بيولوجي، وتظهر الروايات الشفوية نمطاً سردياً متكرراً يجمع بين العلامات الجسدية والطقوس والكشف الغيبي، مع تباين مجتمعي بين من يراه مباركاً ومن يستغله .
تعتمد المنهجية على أنثروبولوجيا نوعية تشمل الملاحظة والمشاركة، وتحليل رمزي بنيوي يكشف ثنائيات مثل المقدس والدنيوي والطفل والتضحية وتضمنت أدوات البحث مقابلات مع كبار السن وتحليل محتوى رقمي وسردي وتوثيق سمعي بصري محدود .
تكشف النتائج أن الزهري يحتفظ بهالته الرمزية رغم انتقاله إلى الوسائط الرقمية، حيث يعاد إنتاجه عبر "ميمات" وفيديوهات، ورغم تراجع الطقوس الجسدية، فإن الطقوس الرمزية تستمر بقوة، ويظل الزوهري مدمجاً في شبكات السلطة الروحية والثقافية كـ وسيط أو تهديد أو موضوع طقسي .
