Abstract:
يتناول هذا البحث جانبًا مهمًّا من جوانب الدِّراسات النَّقديَّة، وهو ما عُرف عند المحقِّقين بنقد التَّحقيق، وهدف هذا النَّوع من الأبحاث تسليط الضَّوء على النُّصوص المحقَّقة، وتمحيصها، والوقوف عندها، وتقويم خللها، وتنبيه المحقِّقين الَّذين ابتلوا بداء العجلة أنَّ العجلة تجرُّ الويلات، وأنَّها أمُّ النَّدامات، وليعلموا أنَّ المحقِّق يجب عليه أن يتسلَّح بالصَّبر والأمانة، فهما أساس النَّجاح في كلِّ عمل.
ويُعد هذا البحث دعوة للباحثين أن يوجِّهوا أقلامهم إلى النَّقد البنَّاء، الَّذي يهدف إلى تقديم نصوص سليمة، دون جرح أو سبٍّ، أو تقليل من أعمال الآخرين، وهذا ما تبنَّاه علماؤنا من الأجيال السَّالفة، غير أنَّ نجم هذا النَّوع من البحوث قد خفتَ عندما صار النَّاقد يخشى إثارة الضَّغائن، والكراهية، والحزازات بينه وبين زملائه البحَّاث ولو على حساب العلم.