Abstract:
إن المعلومات التاريخية حول الحياة الدينية في عموم السودان الغربي قليلة نوعاً ما، بالمقارنة مع مدن الشمال الأفريقي ، إذا اقتصرت كتب المؤرخين السودانيين المحليين على إبراز الأوضاع السياسية والاقتصادية هناك، دون الاهتمام البارز بالحياة الدينية والثقافية، فجاءت معلوماتها قليلة لا تفي بالغرض، ولأن صنغاي من مدن السودان الغربي فإن الحياة الدينية فيها لا تقل ولا تفرق كثيرا عن مثيلاتها من المدن السودانية الإسلامية ولا سيما مالي.
انتشرت الثقافية العربية الإسلامية في بلاد السودان الغربي بفضل ثلاث وسائل رئيسية هي : طرق القوافل التجارية، والتجار العرب المغاربة وتنظيماتهم، والدعاة والمبشرون الأفارقة أنفسهم، غير أن العامل الأهم والذي ساعد على نشر الإسلام في تلك المملكة يعود في الحقيقة إلى الدين الإسلامي نفسه، فهو ذو نظام اجتماعي راق يدعو إلى المساواة بين الناس ولا يقيم وزناً لفوارق اللون أو الطبقة، وإنما الفارقة من خلال ما يفعله العبد من أعمال صالحة، فمنذ اكتمال مراحل التعريب وسيادة الدين الإسلامي في مناطق المغرب الإسلامي في القرن (2ه/8م) بدأت القبائل العربية تتوغل نحو الجنوب حتى وصلت إلى بلاد السودان الغربي، ولم تقف الصحراء عائقاً دون تواصل الروابط والصلات المتعددة فقد كانت طرق ما وراء الصحراء ومسالكها ومنافذها من العوامل الهامة التي ساعدت في تدفق المؤثرات العربية الإسلامية إلى مناطق السودان الغربي، وبدأت رقعة الإسلام في حالة انتشار مستمر، لاسيما بعد سقوط دولة غانة (غانا) على أيدي المرابطين و نجم عند هذا المد القادم من الشمال قيام ممالك إسلامية بلغت تقدماً حضارياً ملحوظاً نتيجة اعتناقها الإسلام.
إن حركة التبادل الإسلامي بين مدن الشمال الأفريقي وبلاد السودان الغربي لم تأخذ طابعاً واحدا، ولم تقتصر مهنة التدريس على علماء المسلمين من العرب فقط، بل اشترك الطرفان في حركة علمية إسلامية نشطة بحيث تحولت كثير من المساجد إلى مراكز إسلامية على درجة عالية من الازدهار العلمي والثقافي ، واحتوى هذا البحث عن عناوين رئيسية هامة هي :
1. الجغرافية التاريخية لمدينة صنغاي.
2. التنظيمات السياسية والاجتماعية لصنغاي.
3. الاستقلال النهائي لصنغاي عن مالي.
4. صنغاي في عهد الاسکيا محمد.
5. التنظيمات الأقتصادية والإدارية في صنغاي خلال عهد الاسکیا محمد.
6. التواصل العلمي والفكري بين صنغاي ومدن وعواصم الشمال الأفريقي .