Abstract:
إن العاملين في المجال الإعلامي يمثلون قادة المجتمعات ورسل القيم العليا والمثل السامية، وعلي وعيهم تقوم المجتمعات، وتنهض الشعوب، وتتربي الأجيال، فهم ليسوا ناقلو أحداث، ومبلغو أخبار وحسب ولكنهم ممحصو حقائق ورادعو فتن، ومصلحو ذات بين وناشرو فضائل وباعثو أمال، مسارعين للخيرات سباقون لها وهم أهل لكل ذلك إذا ما التزموا ضوابطه الأخلاقية وراقبوا الله في أقوالهم وسلوكياتهم مبتغين حرث الآخرة راجين رحمة الله. أما شائعات ومثيرو فتن، وإن ما نراه اليوم من الله أكثر ما نراه اليوم إلا من رحم فهم مروجو تخاصم وتباغض وسباب وشتائم ، وتزوير وإفك كل ذلك قاد المجتمعات إلي التشرذم والتناحر مما مكن الأعداء والطامعين في البلاد والعباد من تحقيق مأربهم وما لم يضيف العاملون في مجال الإعلام لمهام الريادة وإتباع ضوابط المهنة حماية للقيم حفظاً للأخلاق سيكون الفوضى والطوفان والتلاشي والذوبان.
تتبلور مشكلة البحث حسب ملاحظة الباحث في عدم الالتزام بالضوابط الأخلاقية التي تنظم العمل الإعلامي في ليبيا والابتعاد التام عن أخلاقيات المهنة لبعض العاملين في مجال الإعلام. ولعل ذلك يعود إلي انصياعهم وراء أجندات أفقدتهم أهم سمات العمل الإعلامي الناجح والمتمثلة في الصدق والموضوعية.