Abstract:
وجدت المسيحية العبيد في المجتمع الوثني لا قيمة لهم، فحاولت الاهتمام بهم واستشعارهم بآدميتهم، غير أنها لم تحاول إلغاء العبودية ولا حتى منعها، استغل أعداء المسيحية استعطاف الكنيسة الفقراء والعبيد، حيث قال كلسيوس Celsus ساخرا أن المسيحيين يقبلون بينهم الأطفال والحمقى وعديمي الفهم والعبيد متى ما أمنوا بالمسيحية، فرد عليه أوريجانوس قائلا: نحن لا نرفض أحدا ولا حتى العبد، فالمسيحية لكل الناس، نحن فقط نعطيهم اهتماما آملين أن نجعلهم في وضع أفضل (. (Origen, Contra, 3. 49حيث اهتمت المسيحية بالرقيق وأولتهم أهمية كبيرة في الصدر الأول للمسيحية، وعاملتهم برفق إلا أنها على الرغم من إصدار الدولة الرومانية بعض القوانين للحث على العتق ومنع الاستعباد. يهدف هذا البحث إلى إبراز الأسباب الحقيقية التي كانت وراء منع عتق العبيد المؤمنين في المجتمع المسيحي مجتمع الكنيسة. إذ لم تحاول الكنيسة منع الرق، أو الحد منه وعوضا عن ذلك خففت من ظروف العبيد، وجعلتهم أخوة في الله، وحاولت تبرير العبودية بجعلها طبيعة إنسانية وعقوبة ربانية، وعلى المؤمنين الصبر حتى ترفع تلك العقوبة الربانية بالتوبة الصادقة.