Abstract:
يتعرض المغرب عمومًا بفعل موقعه الجغرافي وخصائصه المناخية والهيدرولوجية لفقر مائي، يتجلّى ذلك في تراجع متوسط نصيب الفرد السنوي من المياه المُتاحة، وتعتبر المناطق الجافة وشبه الجافة من أكثر المجالات التي تعرف قلة في الماء، كما هو الحال بالنسبة لواحة فركلة بحوض غريس بالجنوب الشرقي للمغرب، حيث فرض واقع الندرة التي تعرفها هذه المجالات _عبر قرون_ اكتساب الأهالي ثقافة تدبيرية تقشفية، لكن تزايد الضغط البشري وحِدّة التغيرات المناخية التي تعرفها المجالات الواحية خلال العقود الأخيرة، هدد التوازنات الهشة المكتسبة عبر قرون، مما أفرز أنماطاً جديدةً لاستغلال المجال والموارد، من قبيل ظهور الضخ العصري للماء في إطار محاولة التكيف والتأقلم مع قساوة المناخ.